زعم ابن الرومي أن الواصفين ثلاثة: الناعت والعائب والحاكي. ولكل واحد منهم غاية ومذهب؛ فالناعت والعائب يتفقان في المذهب، ويفترقان في الغاية كقول الناعت: هي أحسن من الشمس والقمر، وسائر أمثال الحسن. وكقول العائب: هي أقبح من القرد، وسائر أمثال القبح.
وأما الحاكي فخالفهما في المذهب والغاية معاً؛ وذلك أن مذهب الحاكي الصدق على أعيان الأشياء وأمثال صورها عن حقائقها.
والمقدمة الثانية: أن كل منعوت ضربان: أحدهما: السبب. والآخر: البغية. فأما السبب فالأمر المدلول به على غيره، كما وصف الله تعالى الجنة في سورة الرحمن، وما وصف الأصمعي في كتاب "خلق الفرس" عضواً عضواً.
ومثله ما وصف الله به، عز وجل، الجنة حيث يقول تعالى:{وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنفُسُ}.
وكما قال بعض النعات في الفرس: إنه يستغرق الوصف ويسبق الطرف.
والمقدمة الثالثة: أن النعوت المحمودة أربعة وهي: المفسرات والمجمهرات والمعقبات والمجملات. فالمفسرات: هي [التي] تستغرق الأسباب، وتأتي على المنعوت فصَّاً فصا.
والمجمهرات هي التي تستغرق جوامع الأسباب، وتأتي على المنعوت جمهوراً