والعرب تنصِبُ ما يأتي بعد ما وترفعه بمضمر مثل (هي) وهو وأشباههما. أنشد الفراء:
فسيروا فاما حاجةٌ تقضيانها ... وإما مبيت صالح ورفيق
وأنشد:
ومن لا يزل يستودع الناس ماله ... تزنه على بعض الأمور الودائع
يرى الناس إما جاعلوه وقاية ... لأموالهم أو تاركوه ١/ ٢٨٢ فضائع
فيرفع بإضمار هي حاجة تقضيانها وهم جاعلوه. قال الله - تعالى- {فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً}. نصب مناً وفداء على المصدر، وفيه مضمرٌ. المعنى: فأما أن تمنوا منا. والعربُ تجمعُ بين الشيئين من الأسماء والأدوات إذا اختلفَ لفظهما. فمن الأسماء قول الشاعر:
من النفر اللائي الذين إذا هُمُ ... يهابُ اللئامُ حلقةَ الباب قعقعوا
فجمع بين اللائي والذين وأحدهما مُجْزِ عن الآخر. وأما في الأدوات فقول الشاعر:
ما إن رأيتُ ولا سمعت به ... كاليوم هانيء أينق جرب
فجمع بين ما وبين إن وهما جحدان يجزي أحدهما عن الآخر.
والعربُ تأمر بلفظ الاستفهام ومعناه أمر. قال لبيدُ: