أنظرني أكلمك فسألته عن المعنى. فقال:(). وسمعتُ غيره يقول: أنظرني: أرقني. والعرب تدخلُ الفاء في خبر كل اسم يُوصلُ مثل الذي ومن وما لأنهم يشبهونها بالجزاء، وإلقاؤها صواب. فمن أدخل الفاء ذهب بالذي وأخواتها إلى الجزاء، ومن ألقاها فهو على القياس لأنه يُقال: إن أخاك قائمٌ، ولا يُقال: إن أخاك فقائم. قال الله - عز وجل- {قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ}. والعربُ تقولُ: هو نصب عيني ونصبَ عيني، وهما في حالٍ سواء. والعربُ تقول: استغشى فلانٌ ثوبه، أي: تلقفَ به. قال الله - عز وجل-: {وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ}. قال المفضل: تلقفوا بها. وقال المجنون:
وإني لأستغشي وما بين نعسةٌ ... لعل خيالاً منك يلقى خياليا
وقال الحسن: استغشوا ثيابهم، أي: نفضوها وقاموا عني.
قال المفضل: والعربُ لا تقولُ: استغشى ثوبه: نفضه.
والعربُ تقول: نشطت بعيري، أي ربطتُ الحبل في يده، وأنشطته بالألف إذا حللتُه. ويقولون: كأنما أنشط من عقال. وربط: نشط، ١/ ٢٨٥ والرابط: الناشط الخارج. ومنه قيل للثور ناشط، لأنه في مرتعه يخرج من بلد إلى بلد.