أم حرف استفهام على أوله فيصير في المعنى كله حرف استفهام ويكون أم بمعنى بل أم، ويكون أم الاستفهام بعينها كقولك: أم عندك غداء حاضر، أي أعندك؟ وهي لغة قيسية. قال الأعشى:
أأم للدلال فإن الفتاة ... يحق على الشيخ إدلالها
فهذا استفهام بحرفين. وتكون أم مبتدأ الكلام في الخبر، وهي لغة يمانية. "يقول قائلهم أم نحن خيار الناس أم نطعم الطعام أم يضرب وهو يخبر". وقال آخر: أم في موضع العطف وإشراك الإعراب بمنزلة الواو لأنها تكون في الاستفهام في كل موضع تكون معناه أيهما. وذلك قولك: أزيداً رأيت أم عمراً، لأن معناه أيهما رأيت. فأنت استيقنت أنه رأي أحدهما ولا يدري أيهما هو؟ قال ابن شبيب: أم لا يعطفُ بها إلا مع استفهام تقول: أزيدٌ أتاك أم عمرو؟ قال الله جل وعز {أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ} ١/ ٣٢٢ وتكون بمعنى بل، قال جل وعز {أَمْ أَنَا خَيْرٌ} مجازُه بل أنا خيرٌ منه. وأنشد الفراء:
فوالله ما أدري أسلمى تغولت ... أم النوم أم كل إليَّ حبيبُ