عز وجل- {وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ}{إِنْ هِيَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا} و {هَلْ هَذَا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ} و {إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ} فترفع هذا كله على التحقيق، وعلى أن الكلام لا يتم دونه. وتقول: هذا درهم غير زائق، فترفع لأن الزائف من الدرهم ولا يحسن أن تقول: هذا درهم إلا زائفاً تستثنى النعت من المنعوت، فغيرُ زائف نعتٌ للدرهم وتكون إلا بمعنى الواو فتقول: كل يموت إلا زيدٌ وعمرو والمعنى زيدٌ وعمرو، وقد قُريء {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنْ الْقَوْلِ إِلاَّ مَنْ ظُلِمَ}، ومجازه: ومن ظلم. لا يحب الله لأنه ليس بمستثنى، وكذلك {يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ} ومجازه: واللمم. قال الشاعر:
وكل أخ مفارقه أخوه ... لعمر أبيك إلا الفرقدان
ومعناه: والفرقدان. ويكون إلا وغير بمعنى ولكن. وقوله - عز وجل-: {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} مجازه ولكن الذين آمنوا لأنه لا يستثنى الشيء إلا من جنس الشيء. وقال الفرزدق:
وما لي ذنبٌ غير أني ابن غالبٍ ... وأني من الأثرين غير الزعانف
مجازه: ١/ ٣٣٤ ولكني ابن غالب. وتقول: أتاني القومُ إلا زيداً إلا عمراً. قال جل