تُبْلَى على صاحبها أي تُعْقَلُ عِنْدَ قبره فلا تُعلَفُ ولا تُسْقَى حتى تموت، وربما حُفِرَ للبلية وربما أحْرِقَت بالنار. وقال قوم إنها تُعْكسُ على قبر صاحبها، والعكسُ والرَّكس هو أن يُشد رأسها إلى يديها. يقال: عكسها وركسها. والعكاسُ والركاسُ: الحبلُ. هذا أصل البلية فسموا كل أمرٍ عظيم يقع فيه الإنسان بلية يشبهها بأمر هذه البلية لشدته. وأمر البلية مشهور في العرب قد ذكرته شعراؤهم. قال
حتى أوافي بها تدمي مناسمها ... مثل البلية من حلي ومن رحل
وقال لبيد: ١/ ٤٠٠
تأوي إلى الأطناب كل رذية ... مثل البلية قالص أهدامها
تأوي: ترجعُ، والأطنابُ الخيامُ، وقيل: الحبال التي تُشَدُّ في طرفي الخباء، والرَّذِيَّة: المرأة المستكينة المهزولة، والبلية التي تقدم تفسيرها، وجمعها بلايا قال:
كالبلايا رؤوسها في الولايا ... ما نحات الهجير حُر الخدود
ويروي: مانحات السَّمُوم. والولايا جمع ولية وهي البذرعة. والرذايا جمع رذية وهي الناقة التي [لا] تُركبُ لهُزالها وهو تمثيل، وإنما يريد به الأرامل واليتامى. وقال قومٌ: إنما كانوا يعقلون البلية وهي الناقة عند قبر صاحبها، يقولون: إذا قام من قبره ركبها، ومنه قول جوينه بن الأشيم:
يا سعد إما أهلكن فإنني ... أوصيك إن أخا الوصاة الأقرب
لا تتركن أباك يعثر خلفهم ... نصباً يخُب على اليدين وينكب