إنا نقاتلهم ثُمت نقاتلهم ... عند اللقاء وهم جاروا وهم جهلوا
وهي لغة فاشية في قيس بن ثعلبة. وثُمَّ بمنزلة الفاء في الاشتراك إلا بين الأمرين في ثم مهلة. وإذا قلت: أكلتُ خبزاً فتمراً، علم أنك لم تلبث أن وصلتَ أكلك الخبز بأكلك التمر. وإذا قلت: رأيتُ زيداً ثم عمراً، فثم فيها مُهْلَة بسكتة، وإن قلت: اختصم زيدٌ ثم عمرو صار محالاً، لأن ثم فيها مهلة بسكتة، وكذلك إن قلتَ اختصم زيدٌ فعمرو صار محالاً، لأن الفاء [ليس] فيها مهلة، وكذلك اختصم زيدٌ أو عمرو محال، وكذلك اختصم ١/ ٤٦٩ زيدٌ لا عمرو، محال لأن لا للجحد. وقد يكون ثم في معنى الواو. قال:
سألت من خيرها أبا ... ثم أماً فقالت لمه
قال الله -تعالى-: {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ} إلى قوله: {ثُمَّ كَانَ مِنْ الَّذِينَ آمَنُوا} المعنى وكان من الذين آمنوا، لأنه لا يجوز أن تقول {فَكُّ رَقَبَةٍ} إلى قوله {ذَا مَتْرَبَةٍ} من قبل أن يكومن من الذين آمنوا. ومثله {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ} المعنى: وتوبوا إليه. والعربُ إذا أخبرت عن رجل بفعلين نسقوا الأول على الآخر إذا كن من خبر المتكلم. يقول الرجل لصاحبه: قد بلغني ما صنعت يومك هذا ثم ما صنعت أمس أعجب. وهذا نسقٌ من خبر المتكلم، يعني (أله أتساءل له) خبراً كان له في أمس. وثم معناه البعيد، وهنا للقريب. قال الزجاج: