لبزُرُجْمَهِرْ: ما لكم لا تعاتبون الجُهال! فقال: إنا لا نُكلف العُمْيَ أن يُبْصِروا ولا الصُّمَّ أن يسمعوا. قال الخليل بن أحمد:
لو كنت تعلم ما أقول عذرتني ... أو كنت أجهل ما تقول عذلتكا
لكن جهلت مقالتي فعذلتني ... وعلمت أنك جاهل فعذرتكا
عُذْرُك عندي لك مبسوط، والذنبُ عن مثلك محطوط ليس بمسخوط فعال أمر كل الذي يفعل مسخوط. وقال ابن المعتز: نعمة الجاهل كروضة على مزبلة. وقال بعضهم: نعم الله لا تُعابُ ولكن ربم استصبحت على أقوام. وقال:
خنازير ناموا عن المكرمات ... فنبههم قدر لم ينم
فيا قبحهم عندما خولوا ... ويا حسنهم في زوال النعم
وقال آخر:
فظ غليظٌ كأن الثور أدبه ... فليس يصلح إلا للمحاريث
وقال:
كأنه في سوء تأديبه ... علم في كتاب سوء الأدب
وقولهم: لا جَرَمَ
قال ابن الأنباري: كان الأصلُ فيها لابد ولا محالة ثم كثُرَ استعمالهم حتى جعلوها بمنزلة قولهم: حقاً فصاروا يقولون: لا جرم أنك محسنٌ ١/ ٤٩٢ على معى حقاً أنك محسنٌ وأجابوها بجوابات الأيمان، ولا جرَم ما أحسنُ إليك فقالوا: لا جرمَ لأحسننَّ إليك. قال الله - عز وجل-: {لا جَرَمَ أَنَّ لَهُمْ