معنى الدعاء كأنه قال: اسأل الله أن يكفيك. وقال قومٌ: الحسيبُ: المحاسبُ، فمعنى حسيبك الله: محاسبك الله، واحتجوا بقول المجنون:
وناديتُ يا ذا العرش أول سؤلتي ... لنفسي ليلى ثم أنت حسيبها
أي ثم أنت محاسبها. قالوا: فالحسيب هو المحاسب بمنزلة قولهم: الشريب: ١/ ٤٩٩ المشارب. وأنشد الفراء:
فلا أسقي ولا يُسقى شريبي ... ويرويه إذا أوردت مائي
معناه: ولا يُسقى مشاربي، ومن الحسيب قوله عز وجل:{كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً}. فيه أربعة أقوال: يُقال: عالماً، ويقال: مقتدراً، ويقال: كافياً، ويقال: محاسباً.
ويقال: حسبانك على الله، أي حسابك، وقال ذلك بعض بني نمير. وقال شاعرهم:
على الله حسباني إذا النفس أشرفت ... على طمع أو خاف شيئاَ ضميرها
والحسبُ: الشرفُ في الآباء، وفيه اختلاف، قال قومٌ: هو مآثر الرجل وأفعاله الحسنةُ. وقال قوم: شرف الآباء، ورجلُ كريم الحسب وقومٌ حسباء. وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم:(لحسب المال ١/ ٥٠٠ والكرم التقوى).