للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولهم: قد صارَ كأنَّه حممة

معناه عندهم الفحمة، وجمعُها حُمَمٌ. ومنه الحديث: (إنَّ رجلاً أوصى بنيه فقال: إذا أنا متُّ فأحرقوني بالنار حتى إذا صرت حُمماً فاسحقوني ثم ذروني لعلي أضل الله) فمعناه: إذا صرتُ فحماً. قال طرفة: ١/ ٥٢٠

أشجاك الربع أم قدمه ... أم رمادٌ دارسٌ حممه

وقولهم: منزل محفوفٌ بالنَّاس

معناه: الناسُ مجتمعون بحفافيه، وحفافاه: جانباه. وقوله-تعالى-: {وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} قال أبو عبيدة: معناه: يطيفون بحافتيه أي بجانبيه. وأنشد:

تظل بالأكمام محفوفة ... ترمقها أعين جُراهما

وقولهم: لا يقدر على هذا من هو أعظمُ حكمةً منكَ. وقال بعض أهل اللغة: الحكمةُ القدرُ والمنزلة، واحتجَّ بحديث عمر - رضي الله عنه- (إنَّ العبدَ إذا تواضع لله رفع الله حكمته وقال له: انتعش، رفعك الله، فهو في نفسه حقير، وفي أعين الناس كبير) وللحديث تمام تركته. والحكمةُ: القَمْلَةُ العظيمةُ،

<<  <  ج: ص:  >  >>