أدري أي الحشا أهلك، أي بأي طوائف الأرض. وقال بعض الهذليين:
يقول الذي أمسى إلى الحزن أهلهُ ... بأي الحشا أمسى الخليط المباين
وفيها لغات. يقال: حاشى عبد الله، بالنصبِ، وعبد الله، بالخفض، وحاشى لعبد الله، وحشا عبد الله. قال عمر بن أبي ربيعة:
من رامها حاشى [النبي] وآله ... في الفخر غطمطه هناك المزبد
وأنشد الفراء:
حشا رهط النبي فإن منهم ... بحوراً لا تكردها الدلاء
فمن نصب (عبد الله) نصبه بحاشى، لأنها مأخوذة من حاشيت أُحاشي. ومن خفض كان له مذهبان: أحدهما بإضمار اللام، لكثرة صحبتها حاشى، كأنها ظاهرة. والوجه الآخر أن يقول: أضفتُ حاشى إلى عبد الله، لأنه أشبه الاسم لما لم يأت منه فاعل.
ويجوز الخفض بحاشا لأن حاشا لما خلتْ من الصاحب أشبهتِ الاسم، فأضيفت إلى ما بعدها.
١/ ٥٢٧ ومن العرب من يقول: حاش لفلان، فيُسْقِطُ الألفَ التي بعد الشين، وقد قُرئ {َقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ} وحاشى. ومعناهما واحد.
وقال المفسرون: قوله عز وجل {َقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ} معناه: معاذ الله.