للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إِخْوَانُكُم بَنُو تميم، قالوا: قَبِلْنَا يا رسولَ الله، أَتَيْنَاكَ لِنَتَفَقَّه في الدِّينِ، ونَسْأَلَك عن أَوَّلِ هَذَا الأَمرِ حَيْثُ كَان، قال: كانَ اللهُ لم يَكُنْ شَيءٌ غيره، وكان عرشه على الماء، ثم كتب في الذِّكْرِ كلَّ شيء، ثم خلق السماواتِ والأرضَ»، قال ثم أتاني رجلٌ فقال: أدرك ناقتك؛ فقد ذهبت، فخرجت فوجدتها قد يقطع دونها السراب، وأيم الله لوددت أني تركتها (١).

قال أبو سعيد: فَفِي هذا بَيَانٌ بَيِّنٌ أن الله تعالى خَلَق العرشَ قَبل السماوات والأرض وما فيهن، وتكذيب لما ادَّعوا من الباطل.

(١٤) وحدثنا عبدُ اللهِ بنُ أَبِي شَيْبَةَ، قال: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ (٢)،حدثنا بِشْرُ بنُ نُمَيْرٍ، عن القَاسِم، عن أَبِي أُمَامَةَ - رضي الله عنه -، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:

«خَلق الله الخَلْقَ، وقضى القَضِيَّةَ، وأخذ ميثاق النبيين، وعرشه على الماء، وأَخَذَ أهلَ اليمين بيمينه، وأخذ أهل الشمال بيده الأخرى، وكلتا يَدِي الرحمنِ يمين، ثم قال يا أصحاب اليمين! قالوا لبيك ربنا وسعديك، قال ألست بربكم؟ قالوا بلى، ثم قال يا أصحاب الشمال! قالوا لبيك ربنا وسعديك، قال ألست بربكم؟ قالوا بلى، قال فخلط بَعضَهُم ببعضٍ، فقال قائل: ربِّ لمَ خلطت بيننا؟ قال {لَهُمْ أَعْمَالٌ مِنْ دُونِ ذَلِكَ هُمْ لَهَا عَامِلُونَ (٦٣)} [المؤمنون: ٦٣]


(١) أخرجه البخاري (٣١٩٠)، وأحمد (١٩٨٢٢، ١٩٨٧٦، ١٩٨٨٦، ١٩٩١٠)، وابن حبان (٦١٤٠، ٦١٤٢)، والطبراني في الكبير (١٨/ ٢٠٤)، والبيهقي في السنن الكبير (٩/ ٢)، والطحاوي في شرح المشكل (٥٦٣٠)، وأبو نعيم في الحلية (٨/ ٢٥٩)، وغيرهم.
(٢) في الأصل بكر بن عبد الله وهو وهم والصواب ما أثبتناه، وقد أعاده المصنف على الصواب عند حديث رقم (١٢٠) وينظر ترجمته في تهذيب الكمال (١٤/ ٣٤٠).

<<  <   >  >>