للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(٣٩) حدثنا مُوسَى بنُ إِسْمَاعيِلَ، حدثنا أبُو هِلاَلٍ، حدثنا قَتَادَةُ، قال: قَالتْ بَنُو إِسرَائِيل: يا ربُّ أَنْتَ في السَّماءِ ونحنُ في الأرضِ، فَكَيْفَ لنا أنْ نَعْرِفَ رِضَاكَ وَغَضَبَك؟ قال: «إِذَا رَضِيتُ عَنْكُم؛ اسْتَعمَلْتُ عَليْكُم خِيَارَكُم، وإِذَا غَضِبْتُ عَليْكُم؛ استعملتُ عليكم شِرَارَكُم» (١).

(٤٠) حدثنا عبدُ الله بنُ صالحٍ المِصْريُّ، قال حدثني لَيْثٌ وهو ابن سَعْدٍ، قال حَدَّثَني خَالدُ بْنُ يَزيدَ، عن سعيدِ بْنِ أبي هِلاَلٍ، أنَّ زَيْدَ بْنَ أَسْلَم حَدَّثَهُ، عن عطاء بن يسار، قال: أَتَى رَجُلٌ كَعبًا وهو في نَفرٍ، فقال: يا أبا إِسْحَاقَ! حَدِّثْنِي عن الجَبَّار، فَأَعْظَمَ القَوْمُ قولَهُ، فَقَالَ كَعْبٌ: دَعُوا الرَّجُلَ فإِنْ كَانَ جَاهِلاً تَعَلَّم، وإن كَانَ عَالماً ازداد عِلْمًا، ثم قال كَعْبٌ:

«أُخْبِرُكَ أنَّ اللهَ خَلَقَ سبع سماوات، ومن الأرض مثلهن، ثم جعل ما بين كلِّ سماءين كما بين السماءِ الدُّنيَا والأرض، وكثفهن مثل ذلك، ثم رفع العرش، فاستوى عليه فما في السماوات سماءٌ إِلاَّ لها أَطِيْطٌ كَأطِيطِ الرَّحْلِ العلافي أول ما يرتحل، من ثِقَلِ الجبَّارِ فَوْقَهُنَّ» (٢).


(١) إسناده حسن؛ وقال الذهبي في العلو (٣٣٦): «هذا ثابت عن قتادة».
(٢) إسناده حسن، أخرجه أبو الشيخ في كتاب العظمة (٢/ ٦١٠)، من طريق أبي صالح به.

قال الذهبي في العلو (٣١٦) بعد ذكره لهذا الأثر: «وذكر كلمة منكرة لا تسوغ لنا، والإسناد ... نظيف، وأبو صالح لينوه وما هو بمتهم، بل سيء الإتقان». قلت: يعني بالكلمة المنكرة، قوله «من ثقل الجبار فوقهن».قلت: لكن قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان تلبيس الجهمية (٣/ ٢٦٨): «وهذا الأثر وإن كان هو رواية كعب، فيحتمل أن يكون من علوم أهل الكتاب، ويحتمل أن يكون مما تلقاه عن الصحابة، ورواية أهل الكتاب التي ليس عندنا شاهد هو لا يدافعها ولا يصدقها ولا يكذبها، فهؤلاء الأئمة المذكورة في إسناده هُمْ مِن =
= ... أَجَلِّ الأئمة، وقد حَدَّثُوا به، هُمْ وغَيْرُهُم ولم يُنْكِرُوا ما فيه من قوله مِن ثِقَلِ الجَبَّار فَوقَهُن، فلو كان هذا القول مُنْكَرًا في دين الإسلام عندهم؛ لم يحدثوا به على هذا الوجه». والله أعلم.

<<  <   >  >>