للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

(٤١) حدثنا عبدُ اللهِ بنُ صَالِحٍ، حدثني الليثُ، قال حدَّثني عُقَيلٌ، عن ابنِ شِهَابٍ، قال أخبرنِي سَالِمُ بنُ عبدِ اللهِ، أَنَّ كَعْبَ الأَحْبَارِ قَالَ لِعُمَرَ - رضي الله عنه -: ... «وَيْلٌ لِسُلطانِ الأرضِ من سلطانِ السَّماءِ، قال عُمَرُ: إلا مَنْ حَاسَبَ نفسَهُ، فقال كعبٌ: إلا من حاسب نفسه، وكَبَّرَ عُمَرُ وَخَرَّ سَاجِدًا» (١).

(٤٢) حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحِمَّانَي، حدثنا أبي، عن نَضْرٍ أبي عمر الخَزَّاز، عن عِكْرمة، عن ابن عباس قال:

«سَيِّد السماوات السماء التي فيها العرش، وسيد الأرضين التي نحن عليها، وسَيِّد الشَّجَرِ العَوْسَج، ومنه عصا موسى» (٢).

(٤٣) حدثنا القَعْنَبِي، حدثنا ثابت بن قيس أبو الغُصْن، عن أبي سعيدٍ المَقْبُرِيِّ، عن أسامة بن زيد? قال: قُلتُ يا رسول الله رَأَيتُكَ تصومُ مِنَ الشَّهرِ شيئًا ما لا تَصُومُهُ مِنَ الشُّهورِ أَكْثَر إلا رمضان، قال:

«أَيُّ شَهْرٍ؟ قُلتُ شَعبان، قال: هو شَهْرٌ تُرْفَعُ فيِهِ الأعمالُ إِلى رَبِّ العالمين؛ فَأُحِبُّ أن يُرْفَعَ عَمَلي وأنا صَائِمٌ» (٣).


(١) صحيح، أخرجه الخرائطي في فضيلة الشكر (٦٧)، من طريق عبد الله بن صالح ويحيى بن عبد الله بن بكير، كلاهما عن الليث، به، وأخرجه أبو نعيم في الحلية (٥/ ٣٨٩)، من طريق سعيد بن أبي هلال، والبيهقي في شعب الإيمان (٧٣٩٣)، من طريق مالك، كلاهما سعيد ومالك، عن كعب، وكلا الطريقين مرسل، فكلاهما لم يدرك كعبا.
(٢) منكر؛ يحيى الحماني متهم، وأبوه ضعيف، وشيخ أبيه متروك الحديث.
(٣) ضعيف، أخرجه أحمد (٢٢٠٩٦، ٢٢١٣٤)، والنسائي (٤/ ٢٠١)، وابن أبي شيبة في المصنف (٩٨٥٨)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٩٢)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣٥٤٠، ٣٥٤١)، وغيرهم وقال البيهقي: تفرد به هذا الغفاري وهو أبو الغصن ثابت بن قيس.=

= قلت: ومداره على ثابت بن قيس أبي الغصن؛ اختلف النقاد في الحكم عليه، وأَعْتمِدُ فيه قول أبي أحمد بن عدي، فقال في الكامل: «هو ممن يكتب حديثه»، قلت: فمثله يحتاج إلى من يتابعه، وقال ابن حبان في المجروحين (١/ ٢٠٦): «كان قليل الحديث، كثير الوهم فيما يرويه، لا يحتجُّ بخبره إذا لم يتابعه غيره عليه» وقد تفرد بروايته كما ذكرنا، فالحديث يترجح لدي ضعفه والله أعلم.
قلت: والعجب كل العجب من محقق المطبوعة؛ فقد صححه، ولست أعجب من تصحيحه إياه فقد ذكرت أن مداره على ثابت بن قيس، وقد اختلف النقاد في الحكم عليه، فتصحيح هذه الرواية أو تضعيفها إنما يرجع إلى الاجتهاد والنظر، والخلاف في هذا مستساغ.
إنما العجب أن المحقق الفاضل قد اتفق معي تماما في تضعيف ثابت بن قيس فقال: «وفي الإسناد ذاته ثابت بن قيس، وفيه مقال كما في ترجمته من التهذيب» انتهى كلامه.
قلت: فأنى لك تصحيحه؟ وهنا يأتي العجب، فقد قال المحقق الفاضل بعد كلامه السابق مباشرة: «لكن تابعه عليه إسماعيل بن أبي أويس عند البيهقي في الشعب».
قلت: أيستقيم أن يقول البيهقي تفرد به كما ذكرنا آنفا، ثم يأتي له بمتابع؟!
إنما تابع ابنُ أبي أويس زيدَ بن الحباب في روايته عن ثابت، ولم يتابع ثابتا بالطبع، فقد ذكر البيهقي تفرد ثابت قبل سطر من ذكره لمتابعة ابن أبي أويس، وإنما نشأ هذا عن عدم فهم سياق كلام البيهقي رحمه الله، فقد قال البيهقي رحمه الله: «رواه عنه أيضا ابن أبي أويس عن أبي سعيد المقبري ... إلخ»، فضمير الهاء في قوله عنه يعود على ثابت بن قيس، فيكون معنى الكلام، فرواه ابنُ أبي أويس عن ثابت بنِ قيس عن أبي سعيدٍ المقبري.

<<  <   >  >>