نحتها وتسويتها ذلك لأن المعتزلة يقولون بأن العبد يخلق أفعال نفسه.
وعند ما يفسرون قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيمانًا وعَلي رَبِّهِمْ يَتَوَكلُونَ (٢) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ومِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (٣)[الأنفال: ٢ - ٣]، ونحوها من الآيات يقولون: كل ذلك يدل على أن الإيمان قول وعمل ويدخل فيه هذه الطاعات ولا يكون المؤمن مؤمنا إلا إذا قام بحق العبادات ومتي وقعت منه كبيرة خرج عن أن يكون مؤمنا، ولكن أيضا لا يكون كافرا بل في منزلة بين المنزلتين أي فاسق (١).
ويمكن أن تراجع هذه الأقوال المنحرفة في تفاسير المعتزلة، ومنها:
[١] الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل - لمحمود بن عمر بن محمد الخوارزمي المعتزلي المتوفي (٥٣٨ هـ).
[٢] تنزيه القرآن عن المطاعن - للقاضي: عبد الجبار بن أحمد بن عبد الجبار بن الخليل الهمداني شيخ المعتزلة المتوفي (٤١٥ هـ).
[٣] غرر الفوائد ودرر القلائد أو (أمالي الشريف المرتضي). لأبي القاسم علي بن الطاهر بن أحمد بن الحسين .. ينتهي في نسبة إلي علي بن أبي طالب .. المتوفي (٤٣٦ هـ).
والشيعة: أيضا يفسرون القرآن ويزعمون أن له ظاهرا وباطنا، ويخدمون بتفاسيرهم مبادئهم ومعتقداتهم.
فهم يرون أن الأئمة أركان الأرض أن تميد بأهلها وحجة الله على من فوق الأرض ومن تحت الثري، وهم فوق أن يحكم عليهم لأن لهم صلة روحية بالله تعالى.
وفي سبيل إثبات عقيدة الإمامة يفسرون كل الآيات الواردة في الأمر بطاعة