فأخبرنا عن غيبك فإن كنت كذا، فذكر شرايط الإيمان، وإن كنت كذا فأنت منافق ونحو هذا، ومن قطع لنفسه من أيمتنا فليس يعني مستكمل الإيمان، ولكن مؤمن مذنب يقول: آمنت بالله ورسله وما جاءت به رسله، فأنا مؤمن بذلك عند الله في وقتي هذا والله أعلم بخاتمتي.
قال مالك: أهل الذنوب مؤمنون مذنبون.
وقد سمى الله عز وجل العمل إيمانًا، وقال:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ}[البقرة: ١٤٣]، يريد: صلاتكم إلى بيت المقدس.
قال مالك: القرآن كلام الله وكلامه لا يبيد ولا ينفد وليس بمخلوق.
وقال رجل لمالك: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}[طه: ٥] كيف استوى؟
قال: الاستواء غير مجهول، والكيف منه غير معقول، والسؤال عنه بدعة، والإيمان به واجب، وأراك صاحب بدعة أخرجوه.
قيل لمالك: أيُرى الله عز وجل يوم القيامة؟
قال: نعم، يقول الله عز وجل: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذ نَّاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} [القيامة ٢٢: ٢٣].