للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

هذا الموضوع حسب طرائقهم في الاختصار أو الإطناب. ثم كتبت فيه بعض الرسائل الجامعية (١).

ومع كل ذلك، فإن علم غريب الحديث لخليق بأن تقدم دراسة تاريخية له في هذه الندوة الكريمة مع عرض شامل لمصنّفاته، ما وصل منها وما لم يصل، وما طبع منها وما لم يطبع. ولعلّ أحد الباحثين الأفاضل المشاركين في هذه الندوة سينهض بتلكم الدراسة. أما هذا البحث الذي عقد للتعريف بكتاب واحد من كتب غريب الحديث المخطوطة، فلا موضع فيه للتفصيل، فأكتفي هنا بكلمة مقتضبة تكون مدخلًا إلى موضوع البحث.

(١) نشأة علم غريب الحديث

ظهرت الكتب الأولى في غريب الحديث في القرن الثاني الهجري، ولكن من السابق إلى التأليف فيه؟ لم يجزم في ذلك أبو محمد عبد الله بن جعفر المعروف بابن درستويه (٣٤٧ هـ) حينما تحدّث عن كتب غريب الحديث فقال:

"وكتاب غريب الحديث أول من عمله أبو عبيدة معمر بن المثنى، وقطرب، والأخفش، والنضر بن شميل، ولم يأتوا بالأسانيد، وعمل أبو عدنان النحوي البصري كتابًا في غريب الحديث ذكر فيه الأسانيد ... فجمع أبو عبيد عامة ما في كتبهم ... " (٢).

فجعل ابن درستويه العلماء الأربعة بل الخمسة في قرن واحد، ولم يصرح بسبق بعضهم بعضًا، وإن استهل كلامه بذكر أبي عبيدة معمر بن المثنى؛ خلافًا


(١) ومنها رسالة ماجستير بعنوان "دراسات في غريب الحديث" أعدّها الأخ الأستاذ بدر الزمان النيبالي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنوّرة سنة ١٤٠٧ هـ. ومنها رسالة أعدها إبراهيم يوسف في دار العلوم بالقاهرة بعنوان "غريب الحديث حتى نهاية القرن السادس"، ذكرها محقق غريب الحربي في مراجعه ٣: ١٤٠٩.
(٢) تاريخ بغداد ١٢: ٤٠٣، وانظر الإنباه ٣: ١٤.

<<  <   >  >>