والخطوة التالية كانت تأصيل الكلمات التي لم ترد في كتاب الجواليقي، إما لأنها فاتته أو دخلت في العربية بعد زمنه. فلما نظر المؤلّف في تلك الكلمات وجد بين يديه كمًّا هائلًا، يحوج حصرها ودراستها إلى مدّة مديدة وجهد جهيد. فاستحسن، كلّما فرع من دراسة عدد صالح منها، أن يخرجها في كتاب يتداوله الباحثون. فأصدر عام ١٤١١ هـ كتابه "القول الأصيل في ما في العربية من الدخيل"، ودرس فيه نحو خمسمائة كلمة جديدة استدركها على كتاب الجواليقي. وقد نشرته مكتبة لينة للنشر والتوزيع في دمنهور بمصر.
وبعد سنتين أصدر كتابًا ثالثًا في هذا المجال، سمّاه "الإعلام بأصول الأعلام الواردة في قصص الأنبياء عليهم السلام"(دار القلم بدمشق ١٤١٣ هـ)، قصره على فئة خاصة من الدخيل، كما هو بيّن من عنوان الكتاب، جمعها من كتب التفسير والسيرة والتاريخ. والكتاب عمدة في بابه، ولا غنى عنه لمن يهمّه تحقيق كتب الأقدمين في العلوم المذكورة، فإن الأعلام التي درست في هذا الكتاب قليل منها دخلت في المعاجم، كما لم تتعرّض لها كتب التراجم والرجال، فإنّها ليست من أعلام هذه الأمة، ولا يتعلّق بها تصحيح حديث أو تضعيفه. وقد كثر فيها التصحيف والتحريف لكونها أعلامًا أعجمية لا يعين على تصحيحها لقواعد اللغة ولا سياق الكلام. فلا شكّ أن كتاب الإعلام قد سدّ فراغًا قائمًا في المكتبة العربية.
وبعد ستة أعوام من صدور الكتاب السابق، ظهر هذا الكتاب الذي بين أيدينا، ونشرته دار المآثر بالمدينة المنوّرة بعنوان "سواء السبيل إلى ما في العربية من الدخيل". وهو في اسمه ورسمه وطريقته ومصادره صنو كتاب "القول الأصيل"، ويضمّ نحو أربعمائة كلمة من الدخيل، خلت منها كتبه الثالثة الأولى، رصدها من كتب اللغة والأدب والأخبار، وكتب التاريخ والتراجم والرحلات والبلدان، وكتب الطب والصيدلة والجواهر وغيرها.