للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٢ إنما الناس إن تأملت داءٌ ... ماله غير أن تداويه شافي

٣ لا تخالف وإن أتوا بمحال ... تستدم ودَّهم بترك الخلاف

٤ وإذا خفت فرط غيظك فانهض ... عنهم مسرعًا إلى الانصراف

(أ) خرّج المحقق هذه البيات في بهجة المجالس ١: ٥٩٦ (١)، وأشار إلى خلاف في الترتيب، وهو ١ - ٣ - ٤ - ٢. ويبدو لي - والله أعلم - أن هذا هو ترتيب الأبيات في المقطوعة. والتغيير فيه راجع إلى تساهل مؤلف عذر الخليع. فإنّ هذه المقطوعة وردت في نزهة الأبصار مرتين: مرةً ناقصةً في "فصل في مدارة الناس" (ص ٩٢)، وأخرى كاملةً في "فصل في البشر وحسن الخلق والمرافقة" (ص ١٠٨)، وترتيبها في الموضع الثاني موافق لترتيبها في البهجة. أما الموضع الأول فورد فيه بيتان فقط: (لاق بالبشر ... وإنما الناس ... ) أي البيت الأول والبيت الرابع حسب ترتيب البهجة والنزهة في الموضع الثاني، وهو صحيح من ناحية الاختيار لمن يريد الاكتفاء ببيتين فقط من هذه المقطوعة. فلما وقف مؤلف عذر الخليع على الموضع الأول (٩٢) من النزهة، نقل البيتين، ثم لما وصل إلى الموضع الثاني (١٠٨) نقل البيتين الزائدين، وأضافهما إلى الأولين من غير مراعاة ترتيب الأبيات فيما بينها حسب الموضع الثاني.

(ب) وذكر المحقق الفاضل أن رواية البيت الأول في بهجة المجالس (بأحسن الإنصاف). وكذا في نزهة الأبصار في الموضع الأول. وفي الثاني (الإيصاف). فإن صحّت الروايتان فمعناهما هنا: الخدمة والوصافة. أما كلمة


(١) الصواب في الإحالة على بهجة المجالس ١: ٥٩٨. أما (٥٩٦) فهو خطأ منقول من فهارس البهجة: ٤٩١، ٦٢٨. وقد ذكر محقق البهجة أن الأبيات في اليتيمة ١: ٢٨٢، ولا وجود لها في هذا الموضع ولا في غيره في ترجمة ابن وكيع.

<<  <   >  >>