للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تقول لا تنكح سواء كسّي

وطب عن الحور الحسان اللعس

نفسًا، وتأباه [علي] نفسي

انتهى. وأنشد أبو حيان في تذكرته على أنه عربي قول الشاعر ... ونقله عنه الإسنوي في المهمات وقال: إنه وقعت هذه اللفظة في شعر متقدّم، وأظن أول من أوردها في شعره محمد بن سكرة الهاشمي الشاعر ... " (١).

النص الذي عزاه السيوطي إلى خلق الإنسان للصغاني موجود بعينه في كتاب خلق الإنسان لأبي محمد (ص ٢٥٧). فهل اطلع السيوطي نفسه على مصدر هذا النص؟ طريقته في النقل في كتاب الوشاح تنبئ بذلك، فإنه لم يذكر هنا كتاب الزركشي مهمات المهمات، وأحال مباشرةً على كتاب خلف الإنسان. لكن الذي نرجحه أن السيوطي لم يقف بنفسه على كتاب خلق الإنسان، وإنما اعتمد على نقل الزركشي في مهمات المهمات، كما توحي بذلك عبارته في المزهر.

ويؤيد ذلك أننا لا نجد نقلًا آخر من كتاب خلق الإنسان هذا في مؤلفاته الأخرى، ثم هو نفسه لما أراد تأليف كتابه "غاية الإحسان في خلق الإنسان" بحث عن الكتب المؤلفة في هذا الموضوع، فلم يظفر إلا بخمسة كتب: كتاب أبي جعفر النحاس (٣٣٨ هـ) وكتاب ثابت (من القرن الثالث الهجري) وكتاب الزجاج (٣١١ هـ) وكتاب ابن حبيب (٢٤٥ هـ) وكتاب أبي القاسم عمر بن محمد ابن الهيثم العصافي (؟ ) فجمع ما في هذه الكتب مع الزيادة عليه. ولم تكلم فيه على اللفظ المذكور قال: "وهو عربي صحيح، وقيل فارسي، وقيل: مولد" (٢)،


(١) الوشاح في فوائد النكاح، نسخة جامعة الملك سعود برقم ٧٥٧ هـ، نسخها عمر القباني سنة ١١١٦ هـ.
(٢) غاية الإحسان في خلق الإنسان، تحقيق مرزوق علي إبراهيم، دار الفضيلة، القاهرة ١٩٩١ م ص ١٩٧.

<<  <   >  >>