منقولة من الأصل المذكور، فلا ميزة لها إلا أنها بقلم عالم كبير من علمائنا، وهو العلامة الشنقيطي رحمه الله (١).
ومن حسن حظنا قد سلخ التبريزي في شرحه للحماسة معظم كتاب أبي محمد الذي يشتمل على ٩٣ فقرة. فنقل التبريزي منها ٦٠ فقرة بتمامها أوجلّ كلامها مصرّحًا بنقله عنه، و ٥ فقرات من غير تصريح (٦٠+٥ = ٦٥) فتكوّن هذه الفقرات نسخة أخرى مستقلة ناقصة من كتاب أبي محمد، وتنقصها ٢٨ فقرة.
وقد نقل عبد القادر البغدادي - وكانت عنده، فيما يبدو، نسخة مستقلة من هذا الكتاب - في الخزانة ٩ فقرات (١، ٥، ١١، ١٢، ٢٠، ٢٣، ٣٦، ٣٨، ٨٩)، وقد تكررت منها الفقرتان ١٢ و ٣٦ في شرح أبيات المغني ٤: ٣٢ و ٧: ٢٧٦، ونقل فقرة أخرى (١٥) في شرح شواهد الشافية: ٥٠ (المجموع ١٠ فقرات). وقد انفرد البغدادي بنقل الفقرة ٨٩ بينما شارك التبريزي في الأخرى.
أما أبو عبد الله النمري المنقود، فقد وصلتنا نسخة فريدة من أحد كتابيه في تفسير معاني أبيات الحماسة، حقّقه عنها الدكتور عبد الله عبد الرحيم عسيلان، ونشره سنة ١٤٠٣ هـ. ولم يصلنا الكتاب الثاني حتى نظفر بالنص المنقود بأسره، ونحمد الله على أن هذا المطبوع يتضمن نص (٥٦) فقرة مما أورده الغندجاني في نقده، فكأنها نسخة ناقصة أخرى تشتمل على النص المنقود فقط من ٥٦ فقرة من كتاب أبي محمد.
وجدير بالذكر أن الدكتور سلطاني قد سبقه إلى نشر نصوص كتاب أبي
(١) ويلاحظ أن المحقق الفاضل يسمي النسختين "الأصلين" أحيانًا، و"الأصول" أحيانًا أخرى! كما سنرى في أثناء كلامه المنقول في الملاحظات الخاصة الآتية. وكذلك يرمز إلى نسخة الشنقيطي بعض الأحيان بحرف "ش" بينما سماها في المقدمة "ب". انظر ص ٢٩ الهامش.