للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

"وتعود نفاسة هذا الكتاب إلى أنه جاء بخط مؤلفه مع قراءة وتعليقات تفيسة للوزير المغربي وبخطه أيضًا". (ص ٥)

ثم قال في وصف المخطوط:

"فيها تعليقات في الحواشي منها استدراكات للمؤلف، ومنها تعليقات بخط مختلف هو خط الوزير المغربي الذي قرأ النسخة وعلق عليها، وينقل المؤلف عن الوزير المغربي آراءه وأسعاره". (ص ١٣)

قلت: لا يستبعد اجتماع الأمرين، فجائز أن ينقل مؤلف من كتاب بعض العلماء من معاصريه، ثم يطلعه على تأليفه فيعلق ذلك العالم عليه. ولكن لم يورد المحقق الفاضل في مقدمة التحقيق شيئًا من تعليقات الوزير، ولا صوّر للقارئ صفحة تحمل تعليقا للوزير بخط مختلف عن خط النسخة!

ثم لم يلفت المحقق الفاض إلى أمر مهم، وهو ورود عبارات الترضية والترحم بعد ذكر الوزير في مواضع كثيرة من نصّ الكتاب، منها قول المؤلف في أوله:

"قال الوزير الكامل أبو القاسم الحسين بن على بن الحسين المغربي (صلى الله عليه وسلم) فيما رأيته بخطه ... " (ص ٢٧).

وقوله في (ص ٢٩): "هذا كلام الوزير رحمه الله، وحكاية ما نقلته من خطه، قال رحمه الله ... ".

وقال في (ص ٨٧): "قال الوزير أبو القاسم رحمه الله ... ".

وقال في) ص ١٠١): "وجدت بخط الوزير رحمه الله ... ".

فإذا كانت النسخة بخط المؤلف -كما جزم المحقق بذلك- وترحم المؤلف فيها على الوزير، فذلك بداهة أن الوزير قد توفي قبل شروع المؤلف في جمع كتابه؛ فكيف أتيح له أن يقرأ هذا الكتاب ويعلق عليه؟

<<  <   >  >>