للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

شبه بين اسم العندم في الفارسية وبينه في الهندية فقال (ص ٣٦ - ٣٧): "وقريب منه تسمية الهند إيّاه "باندورت" يعنون دم "باندو" وهم قوم جرى بينهم وبين أعمامهم الملقبين بكورو حروب مشهورة أجلت عن تفاني الفريقين في القتال". ثم ينشد البيروني بيتين للعجاج وردت فيهما كلمة العندم.

٤ - ومن الكلمات التي خالفت فيها البيروني علماء اللغة استنباطًا أو ترجيحًا كلمة "العسجد". نقل البيروني عن الفارابي أن العسجد هو الذهب، قال: وهذا الاسم يجمع الجواهر كلّها من الدر والياقوت (١). ويرد البيروني القول الأخير فيقول (ص ٢٣٢): "وليس كذلك فإن الذهب وحده إذا سمّي عسجدًا، ولم تسم تلك الجواهر على حدتها عسجدًا لزمت الصفة الذهب وفارقتها".

ويفطن البيروني لاختلاط الأمر على الفارابي فيقول: "وكأنه ذهب إلى تاج من عسجد وقد تضمّن تلك الجواهر، وظنّ أن العسجد وقع على كل واحد منها، وليس يمتنع أن يقال في مثله "تاج من ذهب" لا يتجّه إلاّ على الذهب وحده، ولا يقع على شيء معه، ولكن يكتفي بذكره عن ذكر ما عليه، إذ التاج لا يخلو من الترصيع، فالعسجد إذن هو الذهب فقط".

٥ - ومنها كلمة "المحارة". قال البيروني: إن صغار الأصداف بلبل وكباره محار، وأنشد بيتًا عزاه إلى امرئ القيس، والصواب أنه للشماخ، قال:

لها منسمٌ مثل المحارة خفّه ... كأنّ الحصى من خلفه خذف أعسرا (٢)


(١) لا نجد هذا النصّ على هذا النحو في ديوان الأدب تحقيق الدكتور أحمد مختار عمر، القاهرة ١٣٩٥ هـ ٢: ٢٥ وفيه "العسجد: الذهب" وانظر القول بأنّه يجمع الجواهر كلّها في التهذيب ٣: ٣١٢ واللسان (عسجد).
(٢) انظر ديوان الشماخ، تحقيق صلاح الدين الهادي، دار المعارف، ١٩٧٧ م: ١٣٨، ولعلّ البيروني - إذا كان السهو منه - اشتبه عليه بيت الشماخ ببيت امرئ القيس (في =

<<  <   >  >>