قال الفقيه الأستاذ أبو محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي- رحمه الله-: جمعني مجلس مع رجل من أهل الأدب، يعرف بابن الصائغ، فنازعني في مسألة من مسائل النحو، ثم دبت الأيام ودرجت الليالي وأنا لا أعيرها فكري، ولا أخطرها على بالي، ثم اتصل بي أن قومًا يتعصبون له ويقرظونه يعتقدون أني أنا المخطئ فيها دونه، فرأيت أن أذكر ما جرى بيننا فيها من الكلام، وأزيد ما لم أذكره وقت المنازعة والخصام، ليعلم المزجى البضاعة في هذه الصناعة، وبالله التوفيق.
كان مبتدأ الأمر أن هذا الرجل المذكور قال لي: إن قومًا من نحويي (سرقسطة) - حرسها الله- اختلفوا في قول كثير:
(وأنت التي حببت كل قصيرة ... إلي، وما تدري بذاك القصائر)