على رتبة وجوده أن يعكس الدائرة عند الاعتبار فينحط من مرتبته في الوجود إلى مرتبة الحيوان غير الناطق التي هي أدنى المراتب إليه، ثم إلى النبات، ثم إلى المعادن، ثم إلى الأركان، ثم إلى الهيولى، فإذا بلغ إلى الهيولى كان قد وصل إلى أحط المراتب في الموجودات فيبدأ بالصعود منها نحو المبدأ الأعلى، فيكون إلى الصورة أو صعوده، ثم إلى النفس، ثم إلى العقل الفعال، ثم إلى الثواني التسعة [التي تسمى الملائكة المقربين] ثم إلى الباري- تعالى-، غير أنه إذ وصل إلى مرتبة العقل الفعال وقف [ولم يحتج في كمالها إلى أن يتخطى العقل الفعال]؛ لأن قوته الناطقة منه بدأت وإليه تعود، وإنما يحتاج إلى معرفة ما فوق العقل لتكمل ذاته وجوهره، لا لتكمل دائرة علمه ونظره.
ونحن نكمل هذا الباب بأن ندير دائرة نمثل بها ما ذكرناه، ونقسمها تسعة أقسام على مراتب الآحاد التسعة، ونجهل مبدأها العقل الفعال، ونتلوه بما