(فلئن كنت لا تحير جوابا ... لبما قد ترى وأنت خطيب)
وأما تضمن بيت أبي العلاء لمعنى الجزاء؛ فوجهه أن يكون من المقلوب، وقد أراد أنه جعل لها الحرير لما يخضبها نجيعا؛ أي: أنه يحسن إليها مجازاة على اختضابها بالدم في محاربة أعدائه. والقلب كثير في الكلام المنثور والشعر المنظوم، كقولهم: أدخلت القلنسوة في رأسي، وأدخلت الخاتم في إصبعي، وإنما الوجه: أدخلت رأسي في القلنسوة، وإصبعي في الخاتم. وكذلك يقولون: أعطي درهم زيدا، والوجه: أعطي زيد درهما. ومنه قول الفرزدق:
وقد جاء المعري بهذا المعنى غير مقلوب في قصيدة أخرى:
(غذاهن محمر النجيع قوارحا ... بما قد غذاهن الضريب مهارا)
كذلك وقع في بعض نسخ "سقط الزند"، وفي بعضها "كما". وقد يمكن أن يظن بيت المعري غير مقلوب فيكون قد أراد أن الخيل تختضب بالنجيع في مرضاته مكافأ له على إحسانه إليها، فيقول كقول مالك بن نويرة:[الطويل]