ذلك، يوصف حينئذ بالصفات، ووصف نفسه هو بها، فصارت الصفات محدثة بحدوث الموجودات.
ومن لا يقر بالنبوات ولا يعترف بأن الله بعث بشرًا، فالصفات على رأيه أمور أحدثها المخلقون، ثم استدلوا عليه بآثار مصنوعاته، واشتقوا له من أفعاله، وما تقرر في نفوسهم من معرفة صفات وصفوه بها، فيقال لمن قال، هذا القول الفاسد: هذا الذي قلتموه [من معرفة أنه صفات وصفوه بها]، لا يبطل أن يكون موصوفًا بالصفات النفسانية في الأزل، فيكون عالمًا، قادرًا، موجودًا، وإن لم يكن هناك مخلوق يستدل أو يخاطب، وليس من جهة الشرط في الصفات النفسانية إلا تثبت لموصوفها حتى يوجد من يصفه بها المخاطب بصحتها، وإنما حدث العلم للعلماء من الخلق باعتبارهم بمخاطبة الله تعالى إياهم، بعد أن كانوا جهالاً بالصفات