والمستنيخون: الذين ينيخون بالليل إذا لم يعلموا أين الحي لتجيبهم الكلاب فيهتدوا بها. والجمم: جمع جمة، وهم القوم يسألون العون في الديات.
ولما وصلت إلى قول المعري:
(زمان لا ينال بنوه خيرا ... إذا لم يخلطوه بالتمني)
أنكرت "يخلطوه" وكتبت "يلحظوه" و"الخلط" بهذا البيت أليق من "اللحظ"؛ لأن التمني ههنا إنما هو "الكذب" فأراد أن الزمان لا يصل بنوه إلى الخير الذي يؤملونه حتى يمزجوا الباطل بالحق، ويخلطوا الكذب بالصدق. وقد أوضح المعري هذا المعنى في موضع آخر من شعره فقال:
(تعال الله فهو بنا خبير ... فقد اضطرت إلى الكذب العقول)
(تقول على المجاز وقد علمنا ... بأن القول ليس كما تقول)
وقال آخر:
(تخلق من الأقوام إن رمت ودهم ... بصدق وكذب خفية وعلانية)
(فإن من الأقوام من إن صدقته ... طوى لك حقدا أو رماك بداهيه)