فيكون محمولاً أيضًا على المعنى، وهذه التأويلات الثلاثة تصيره- وإن كان دعاء- إلى معنى الإخبار، فهذا وجه آخر صحيح.
ومنها: أنه لا يستحيل عطف قولنا: «وصلى الله على محمد» على قولنا: باسم الله- وإن كان دعاء محضًا من غير أن يتأول فيه تأويل الإخبار، لأنا وجدنا العرب يوقعون الجمل المركبة تركيب الدعاء والأمر والنهي والاستفهام التي لا يصح أن يقال فيها: صدق ولا كذب، موقع الجمل الخبرية التي يجوز فيها الصدق والكذب، وهذا أشد من عطف بعضها على بعض، كنحو ما أنشدوه:[من قول الجميح بن منقذ]:
(ولو أصابت لقالت وهي صادقة ... إن الرياضة لا تنصبك للشيب)