للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

لا يقبلان لقوله - عليه السلام -، إن الله عزَّ وجلَّ لا يقبل إلا ما كان خالصًا لوجهه (١)، ويدل على ذلك قوله عزَّ وجلَّ {بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه} [سورة البقرة: ١١٢].

{ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى} [سورة لقمان: ٢٢] فشرط الإحسان في الإسلام. وقال عزَّ وجلَّ {ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا} [سورة المائدة: ٩٣] الآية، فاشترط الإحسان في التقوى والإيمان.

فائدة: حكى بعض (أ) الفقراء عن الشيخ أبي محمد (ب) بن سكران وهو من مشاهير مشايخ بغداد المتأخرين رحمة الله عليه وعليهم أجمعين أنه ذكر هذا الكلام يوما فقال: "اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه" (٢) ثم وقف هاهنا. وهي إشارة صوفية معناها أنك إذا فنيت عن نفسك فلم ترها شيئًا شاهدت الله عزَّ وجلَّ، فإن النفس ورؤيتها حجاب دون الله عزَّ وجلَّ، فمن ألقى الحجاب شاهد الجناب. وهذا شبيه بما حكي عن بعض المشايخ أنه قال: رأيت رب العزة في النوم فقلت: يا رب كيف الطريق إليك؟ فقال: خَل نفسك وتعال.


(أ) في م عن بعض.
(ب) في أ، م محمد بن سكزن.
(١) رواه النسائي ٦/ ٢٥ من حديث أبي أمامة.
(٢) شِنْشِنَة أعرِفُهَا مِن أخْزَم، ورفض السياق هذا المعنى الذي تفضل به ابن سكران، ولم أقف على ترجمته.