البحث الثامن: قوله: "فأخبرني عن الساعة" يعني عن القيامة، أي: عن زمن وجودها، سميت ساعة وإن طال زمنها اعتبارا بأول أزمنتها فإنها تقوم بغتة في ساعة، ومن الناس من يكون قد تناول لقمة فلا يمهل حتى يبتلعها {فهل ينظرون إلا الساعة أن تأتيهم بغتة فقد جاء أشراطها}[سورة محمد: ١٨] قوله: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل" أي: كلانا سواء في عدم العلم بزمن وقوعها {إن الله عنده علم الساعة}[سورة لقمان: ٣٤]{إن الساعة آتية أكاد أخفيها}[سورة طه: ١٥]{يسئلونك عن الساعة أيان مرساها قل إنما علمها عند ربي}[سورة الأعراف: ١٨٧] الآيات. وفي الصحيح "مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهن إلا الله" وتلا {إن الله عنده علم الساعة}(١) الآية. قوله:"فأخبرني عن أمارتها" أي: شرطها وعلامتها، قال:"أن تلد الأمة ربتها" فيه وجوه:
أحدها: أن تكثر السراري حتى تلد الأمة السُّريه بنتًا لسيدها وبنت السيد في معنى السيد.
والثاني: أن يكثر بيع السراري حتى تشتري المرأة أمَّهَا فتستعبدها جاهلة أنها أمها.
الثالث: معناه أن الإماء يلدن الملوك فتلد الأمة الملك وهي من رعيته فهو كَرَبهَا.
قوله:"وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان"