للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قال الشيخ: معناه أن أسافل الناس يصيرون أهل ثروة ظاهرة، انتهى كلامه.

قلت: ولعل هذا ينظر إلى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة" (١) لأن أسافل الناس وأراذلهم ليسوا من أهل الإمرة (أ) والولاية، فإذا تأمروا آثروا.

قلت: وقد ذكر للساعة أمارات وشروط كثيرة في كتب الحديث، كطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، والدجال، ويأجوج ومأجوج، وكثرة الهرج، وفيض المال حتى لا يقبله أحد، وأن يحسر الفرات عن جبل من الذهب، ونحو ذلك كثير.

ولعله إنما اقتصر في هذا الحديث على هاتين الأمارتين تحذيرا للحاضرين وغيرهم منها، أعني كثرة اتخاذ السراري وبيعهن، والتطاول في البنيان، وتوسيد الأمر إلى غير أهله، لاقتضاء الحال ذلك إذ لعلهم كانوا يتعاطون شيئًا من ذلك فزجرهم عن (ب) ذلك.

قوله: "فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" قيل: إنه عليه الصلاة والسلام لم يعرف جبريل حين سأله، وإنما عرفه بعد ذلك بوحي أو نظر.

ويقال: إنه عليه الصلاة والسلام قال: "ما جاءني في صورة لم أعرفها


(أ) في س الإمارة.
(ب) في م عنه.
(١) رواه البخاري ١/ ٣٣ من حديث أبي هريرة.