للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا يُرى، ويشهد لذلك قوله عزَّ وجلَّ {وهو معكم أينما كنتم} [سورة الحديد: ٤] {ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم} [سورة المجادلة: ٧] {ونحن أقرب إليه من حبل الوريد} [سورة ق: ١٦] {ونحن أقرب إليه منكم} [سورة الواقعة: ٨٥] {ونعلم ما توسوس به نفسه} {لا تدركه الأبصار} الآية [سورة الأنعام: ١٠٣] وقوله عليه الصلاة والسلام: "إن المصلي يناجي ربه فلا يتنخمنَّ في قبلته فإن الله عزَّ وجلَّ بينه وبين قبلته" (١) وقوله عليه الصلاة والسلام: "اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبًا،

إنكم تدعون سميعًا بصيرًا أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته" (٢) قالوا: فكل هذه النصوص من الكتاب والسنة تدل على أن الله عزَّ وجلَّ سار بذاته في الوجود.

والجواب: أن البرهان قد قام على استحالة الاتحاد مطلقا، وعلى استحالة الحلول على الرب جلَّ جلاله. وما ذكرتموه من الاستدلال بهذا الحديث وغيره ظواهر لا تعارض البرهان القاطع.

وقد أجمع علماء الكتاب والسنة على تأويلها على خلاف ما ذكرتم فبطل ما ادعيتم والحمد لله رب العالمين.

وإنما ذكرت استدلالهم وحوابه لئلا يُمَوهَ به بعضهم على أحد، ويحتج بهذا الحديث الصحيح ونحوه عليه فيقبله وليس كذلك، فإن الحديث صحيح،


(١) رواه البخاري ١/ ١٥٩ ومسلم ١/ ٣٩٠ من حديث أنس بنحوه.
(٢) رواه البخاري ٣/ ١٠٩١ ومسلم ٤/ ٢٠٧٧ من حديث أبي موسى الأشعري.