ولكن الاستدلال به على ما ذكرتموه باطل، ولا يلزم من صحة النقل صحة الاستدلال به.
البحث العاشر: أن اللام في "الحفاة العراة العالة" يحتمل أنها فيه للعموم، فيكون مخصوصا بقاطع العادة، إذ العادة تقتضي أن ليس جميع الفقراء يتطاولون في البنيان بل بعضهم. ويحتمل أنها لمعهود بين المتخاطبين، أو لتعريف الماهية، أو لبعض الجنس كما ذهب إليه بعضهم، فلا عموم ولا تخصيص. وكذلك قوله:"أن تلد الأمة ربَّتها" ليست اللام للعموم إذ ليس كل أمة يتفق لها ذلك ففيها الوجهان في لام الحفاة.
وقوله عليه الصلاة والسلام لعمر:"أتدري من السائل" إلى آخره فيه دليل على استحباب تنبيه المعلم تلاميذه والرئيس من دونه على سائر فوائد العلم وغرائب الوقائع طلبا لنفعهم وفائدتهم.
البحث الحادي عشر: هذا الحديث يرجع من كتاب الله عزَّ وجلَّ إلى آيات كثيرة تضمنت ما تضمنه من ذكر الإسلام والإيمان نحو قوله {إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم} إلى قوله {ومما رزقناهم ينفقون}[سورة الأنفال: ٢ - ٣]{آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه} الآية [سورة البقرة: ٢٨٥]. {ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر} الآية [سورة النساء: ١٣٦]{ليس البر أن تولوا وجوهكم} الآية [سورة البقرة: ١٧٧] ونحو ذلك.
ويرجع من السنة إلى أحاديث منها الثالث والثامن من هذه الأربعين.
ثم هاهنا سؤال: وهو أنه عليه الصلاة والسلام سمَّى مجموع ما تضمنه