للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قوله: "وسبحان الله والحمد لله تملآن، أو تملأ ما بين السموات والأرض" أقول: إن هذا التردد في تملآن، وتملأ شك من بعض الرواة، وكلا الأمرين جائز لغة لأن سبحان الله والحمد لله جملتان في اصطلاح النحاة، ويطلق (أ) عليهما كلمة عند أهل اللغة كما يسمون الخطبة والقصيدة والرسألة كلمة، ويقولون: قال فلان في كلمته، فإن كانت الرواية سبحان الله والحمد لله تملآن فباعتبار كونهما (ب) جملتين اصطلاحًا، وإن كانت تملأ فباعتبار أنهما كلمة لغة.

ومعنى سبحان الله: نزهت الله عما لا يليق به، وسبحان الله علم على معنى التنزيه، قال الشاعر (١):

سُبْحَان ذِي العَرْشِ سُبْحَانًا يَدُوْمُ لَهُ ... وَقَبْلُ سَبَّحَهُ الجُوْدِيُّ وَالجُمُدُ

قال المصنف: ومعناه أن ثوابهما لو قدر جسما لملأ ما بين السماء والأرض وسببه ما اشتملتا عليه من التنزيه والتفويض إلى الله تعالى.

قلت: أما التنزيه فظاهر من سبحان الله، وأما التفويض إلى الله فلعله مأخوذ من عموم الحمد لله، إذ يقتضي عموم الحمد على كل حال من السراء والضراء، وذلك رضى وتفويض.

قوله: "والصلاة نور" ذكر الشيخ فيه أقوالًا:


(أ) في أ، ب، م يصدق.
(ب) في م أنهما جملتان.
(١) البيت نسب إلى أمية بن أبي الصلت وغيره، وفيه روايات أخرى، انظر ديوان أمية بن أبي الصلت (٣٣٣ طبعة بهجة عبد الغفور الحديثي).