للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا لقوله: {وأنتم عاكفون في المساجد}.

ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف في المسجد، ولم ينقل عنه أنه اعتكف في غيره، ولا خلاف في ذلك.

غير أن أبا حنيفة جوز للمرأة أن تعتكف في بيتها.

قال: لأنها عورة، وكونها في بيتها أستر لها، ولها في خروجها بذلة؛ فكانت معذورة في تركه كما عذرت في ترك صلاة الجماعة.

والدلالة على ما قلناه قوله عز وجل: {وأنتم عاكفون في المساجد}؛ فوصف الاعتكاف بكونه في المسجد.

ولأنه اعتكاف شرعي؛ فكان من شرطه المسجد كاعتكاف الرجل.

ولأن شخص معتكف؛ فأشبه الرجل.

ولأن ما هو شرط في صحة العبادة لا يختلف حكم الرجل والمرأة فيه.

أصله: الصوم في الاعتكاف، والطهارة للصلاة.

وما قالوه من أن العذر فإنما يؤثر في ترك الفضيلة. لا فيما كان شرطا في العبادات.

والله أعلم.

مسألة

قال رحمه الله: "وإن كان في بلد فيه الجمعة فلا يكون إلا في الجامع، إلا أن ينذر أياما لا تأخذه فيها الجمعة".

<<  <  ج: ص:  >  >>