للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وهذا التهديد الذي واجهت به أقوام الرسل الدعوة إلى الله تعالى كما حكت الآية تهديدهم: {لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا} ، ولا شك أن هذا التهديد يعتبر من المعوقات المهمة لانتشار الدعوة وتقبل الناس لها، فالمرء مجبول على حب موطنه والأنس به وكراهة الإخراج منه، كما جاء في الحديث عن عبد الله بن عدي بن حمراء الزهري قال: «رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفًا على الحَزْوَرَة فقال:" والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت» (١) ولقد فصلَّت آيات أخرى في كتاب الله تهديد الكفار هذا لرسلهم، فجاء قوله تعالى عن قوم شعيب: {لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِنْ قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ} (٢) وقوله تعالى عن قوم لوط: {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ} (٣) وقال تعالى عن قريش: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ


(١) سنن الترمذي - كتاب المناقب وقال أبو عيسى: حديث حسن غريب صحيح، والحزورة مكان بسوق مكة
(٢) سورة الأعراف - آية ٨٨
(٣) سورة النمل - آية ٥٦

<<  <   >  >>