للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} (١) . (٢) فهذا تنبيه للرسل وللدعاة من بعدهم إلى عِظم ما سيقابلهم به قومهم، وأن هذا يجب ألا يثنيهم عن المضي قُدمًا في أداء الرسالة، والله تعالى متكفل بأولئك ولئن مكروا مكرًا فالله تعالى محيطٌ بمكرهم لا محالة.

بعد هذا الاستعراض الموجز لما ورد في هذه السورة من إشارة إلى بعض المعوقات الرئيسية في طريق دعوة الرسل يمكننا استخلاص جملة من العناصر الأسلوبية المتعلقة بالدعوة فيما يلي:

١- الاعتناء بتربية الدعاة وتهيئتهم لما هم مقبلون عليه من شدائد وابتلاءات، وذلك من خلال الإشارة إلى أن طبيعة الدعوة يلازمها صراعٌ بين الحق والباطل، ولما كان أهل الباطل مفلسين من جهة الحجة والدليل لم يكن لهم من سبيل سوى وضع المعوقات والعراقيل في طريق الدعوة.

٢- الاعتناء بفضح أساليب الباطل في مقاومة الحق سواء أكانت أساليب مادية - كالإيذاء والطرد- أم أساليب معنوية كإثارة الشبهات والاستهزاء ونحوه.


(١) سورة الأنفال - آية ٣٠
(٢) أضواء البيان - الشنقيطي- ٦٠ / ٢

<<  <   >  >>