للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} (١) وذكر الأنداد هنا مناسب جدًا لينبه سبحانه وتعالى إلى أن هذه المعبودات بالباطل لم تكن لتغني عن عابديها شيئًا وإنما حالها معهم كما قال تعالى في سورة أخرى: {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} (٢) ثم جاءت هذه الآية في مقام الترهيب حيث قال تعالى: {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} (٣) فمهما كان مكر هؤلاء فإن الله تعالى (محيط به علمًا وقدرةً) (٤) وهذا ترهيب بما عند الله تعالى من القدرة والمكر الذي هو في مقابلة مكرهم السيء، والله تعالى هو خير الماكرين. وأنت ترى أن آيات الترهيب هذه فيها نوع من التدرج الذي وصل بنا رويدًا رويدًا إلى هذه الآية الجامعة فمهما يبذل المعاندون من جهد ومهما يمكرون من مكر فإن الله تعالى محيط بهم وهم لا يعجزونه، ولعذابه تعالى في الآخرة أشد وأبقى لو كانت لهم قلوب تفقه أو آذانٌ تسمع أو أعين تبصر.


(١) سورة إبراهيم -آية ٣٠
(٢) سورة الأنبياء - آية ٩٨
(٣) سورة إبراهيم - آية ٤٦
(٤) تيسير الكريم المنان - السعدي - ٣٧٦

<<  <   >  >>