للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ} (١) ويشهد لمعنى الاستبدال هذا ما ورد في حديث أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديًا أو نصرانيًا فيقول هذا فكاكك من النار» (٢) ثم يأتي ترهيب آخر من حبوط الأعمال يوم القيامة مهما عظمت ومهما حسنت في ذاتها فهي ليست بشيء إذا ما أتى العبد ربَّه كافرًا، قال تعالى: {مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ} (٣) وأي ترهيب أشد من هذا حين ينتظر الكفار ثواب أعمالهم فإذا (طلبوا ثوابها من الله تعالى لأنهم كانوا يحسبون أنهم على شيء فلم يجدوا شيئًا ولا ألفوا حاصلًا إلا كما يتحصل الرماد إذا اشتدت به الريح العاصف) (٤) ثم تأمل بعد ذلك ما أعد الله تعالى من العذاب المقيم لمن أعرض عن صراطه المستقيم قال تعالى: {جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ} {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ


(١) سورة إبراهيم - ١٦-١٧
(٢) صحيح مسلم - كتاب التوبة
(٣) سورة إبراهيم - آية ١٨
(٤) تفسير القرآن العظيم - ابن كثير - ٦٠٨ / ٤

<<  <   >  >>