للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عَذَابِي لَشَدِيدٌ} (١) وهو تهديد بزوال النعمة أي (إن كفرتم النعم وسترتموها وجحدتموها {إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} وذلك بسلبها عنهم وعقابه إياهم على كفرها) (٢) لت: وهذا ينال بلا شك أعظم النعم وهي نعمة الإسلام والهداية إليه أعني هداية الإرشاد، فمن كفر هذه النعمة وجحدها ولم يكن محلًا قابلًا لها عاقبه الله تعالى بالحرمان منها فيحرمه الاهتداء بها - أعني هداية التوفيق - ويختم على قلبه والعياذ بالله وذلك هو الخسران المبين. ثم جاء التهديد بالاستبدال في الدنيا والآخرة؛ أما استبدال الدنيا فقوله تعالى: {وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ} {وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ} (٣) وهو خطاب للموحدين يهدد فيه بإحلالهم مكان المعارضين من الكفار، وتكرر ذلك صريحًا في قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ} (٤) وأما الاستبدال في الآخرة فهو بأن يبدلهم تعالى بمقاعدهم في الجنة مقاعد في جهنم يصلونها وبئس المصير كما قال تعالى: {مِنْ وَرَائِهِ جَهَنَّمُ وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} {يَتَجَرَّعُهُ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُ


(١) سورة إبراهيم - آية ٧
(٢) تفسير القرآن العظيم - ابن كثير - ٥٩٩ / ٤ ق
(٣) سورة إبراهيم - ١٤-١٥
(٤) سورة إبراهيم - ١٩

<<  <   >  >>