للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

سآتيكم منها بخبر، ولم يقل: هذه الأمور تخص الرجال لا شأن لها به، فلينتبه الأزواج إلى ذلك.

٥ - من أعظم المتع التي تنالها الزوجة أن تجد من زوجها الشكر والثناء والاعتراف بالجميل لقاء ما تقوم به من تبعل وحسن معشر، وهؤلاء أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورضي الله عنهن لما خُيرن بين الدنيا والآخرة فاخترن الله ورسوله كانت مكافأتهن ما أخبر به -عز وجل- بقوله: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [سورة الأحزاب، آية رقم: ٥٢].

٦ - من أفضل وأحسن ما يهنأ به الزوج أن تكون زوجته حافظة لبصرها فإنها إذا كانت كذلك فهي لما سواه أحفظ، قال الله تعالى: {وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ} [سورة النور، آية رقم: ٣١]، فقد وصف الله نساء أهل الجنة، فقال تعالى: {فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ} [سورة الرحمن، آية رقم: ٥٦]، كذلك فإن الزوجة تجد السعادة والراحة حين ترى زوجها حافظًا لبصره امتثالًا لقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [سورة النور، آية رقم: ٣٠]، لعلمها أنه إذا حفظ بصره فإنه لما سواه أحفظ.

٧ - من أعظم ما يتمتع به الزوجان أن يرى كل منهما في الآخر هذا الخلق الجميل الذي هو شعبة من الإيمان وهو خلق الحياء، فإن الحياء إذا وجد لا يرقى معه شيء من الأخلاق الذميمة والصفات السقيمة، ولذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: «الْحَيَاءُ كُلُّهُ خَيْرٌ» (١). وفي التنزيل المبارك يقص علينا ربنا -عز وجل- قصة البنتين الصالحتين، فقد ذكر أعظم ما تحليا به وهو الحياء الذي


(١) صحيح مسلم برقم (٣٧)، وأخرجه البخاري برقم (٦١١٧) بمعناه.

<<  <   >  >>