للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عائشة -رضي الله عنها-: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة (١).

وقد نالت -رضي الله عنها- بحسن عشرتها ما لم ينله أحد، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «أَتَى جِبْرِيلُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! هَذِهِ خَدِيجَةُ قَدْ أَتَتْ مَعَهَا إِنَاءٌ فِيهِ إِدَامٌ، أَوْ طَعَامٌ أَوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هِيَ أَتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِنْ رَبِّهَا وَمِنِّي، وَبَشِّرْهَا بِبَيْتٍ فِي الجَنَّةِ مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ، وَلَا نَصَبَ (٢).

والقصب لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف، والصخب اختلاط الأصوات، والنصب: التعب، قال السهيلي: وإنما بشرها ببيت في الجنة من قصب - يعني قصب اللؤلؤ - لأنها حازت قصب السبق إلى الإيمان، لا صخب فيه ولا نصب، لأنها لم ترفع صوتها على النبي -صلى الله عليه وسلم- ولم تتعبه يومًا من الدهر، فلم تصخب عليه يومًا ولا آذته أبدًا (٣).

هذه بعض مواقفها -رضي الله عنها- وأرضاها ختمنا بها هذا الفصل والمسك خير ختام.

* * *


(١) صحيح البخاري برقم (٣٨١٨) من حديث عائشة -رضي الله عنها-.
(٢) صحيح البخاري برقم (٣٨٢٠)، وصحيح مسلم برقم (٢٤٣٢).
(٣) البداية والنهاية لابن كثير -رحمه الله- (٤/ ٣١٧).

<<  <   >  >>