للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

يكون كريم النفس حسن العشرة يبذل لها من أخلاقه ما يعوض به النقص في أمور الدنيا.

٥ - أن الزوجات في تعاملهن مع أزواجهن على مراتب:

الأولى: وهي أدناهن مرتبة وأسوأهن عشرة، من تنكر الجميل وتكفر العشير؛ لو أحسن إلى إحداهن الدهر كله قالت: ما رأيت منك خيرًا قط.

الثانية: من تجعل ما ليس واجبًا من الواجبات، إذا لم يقم به اتهمته بالتقصير ورمته بالبخل.

الثالثة: من تطلب حقها كاملًا ولا تغض طرفها عن شيء منه وإن قل.

الرابعة: وهي أعلاهن مرتبة وأرفعهن درجة وأسعدهن بخير الدنيا والآخرة، من تقابل التقصير بالصبر، والمعروف بالشكر، بل تزيد على ذلك فتبذل من نفسها ومالها ما لا يجب عليها بذله. فمن رزقه الله منهن مَنْ هذه صفتها فليتمسك بها فإنها من السعادة، فقد روى ابن حبان في صحيحه من حديث سعد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أَرْبَعٌ مِنَ السَّعَادَةِ: الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ، وَالْمَسْكَنُ الْوَاسِعُ، وَالْجَارُ الصَّالِحُ، وَالْمَرْكَبُ الهَنِيءُ» (١)، وروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ» (٢)، ووصفت هذه المرأة الصالحة في حديث آخر


(١) صحيح ابن حبان برقم (٤٠٢١).
(٢) صحيح مسلم برقم (١٤٦٧).

<<  <   >  >>