الرابع:
وُزِنَ أبو بكرالصديق رضي الله عنه بالأمة فرجح , ووزن عمر بالأمة فرجح , وهذا الرجحان في العلم والعمل , وأشرف العلم هو العلم بأسماء الله وصفاته فهل ورد عن أحدهما نص بسند صحيح أو حتى عن غيرهما من الصحابة بإثبات اسما أو صفة لله لم تأت في القرآن ولا السنة؟ فيما نعلم حتى الآن أن الإجابة: لا , وما ثبت عنهم هو من باب الإخبار عن الله.
فهل تعلم الأمة أمراً من الدين متعلقا بأسماء الله وصفاته بعد أن جهله الصحابة؟ فالصحابة إما أن علموا وكتموا , أو جهلوا فلم يعلموا؟ وكلاهما باطل.
فبقي أنه لم يثبتوا اسما أو صفة لله خارج الكتاب والسنة.
الخامس:
ثبت الإجماع عن السلف بالجهل بكيفية صفات الله الثابتة بالنَّص , فكيف يتم إثبات صفة غير منصوص عليها أصلا في القرآن والسنة؟ .
السادس:
ثبوت الاسم أو الصفة توقيفي؛ لأنه يترتب على ذلك عبوديات لله من دعاء وحلف وغير ذلك , والعبادات توقيفية فلا بد من وجود نَص.
فهل قال أحد من أهل السنة: أن الإجماع قد ثبت على فرض طاعة معينة أو نهي عن معصية معينة بدون نص من قرآن أو سنة؟
والجواب: لا , فكيف نُثْبِتُ اسما لله أو صفة بذلك الإجماع؟
أننا لا نسلم بأن مذهب السلف هو اثبات الاسم لله أو الصفة خارج الكتاب والسنة بل مذهبهم المنقول عنهم التقيد بالكتاب والسنة في هذا الباب خاصة , وقد سبق أن ذكرناه في الباب الأول ونضيف إليه ما يلي:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى ١١ / ٢٥٠:
" واجمع سلف الأمة وأئمتها على ان الرب تعالى بائن من مخلوقاته يوصف بما وصف به نفسه , وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل , يوصف بصفات الكمال دون صفات النقص "