للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الوعظ هو النصح والتذكير بالعواقب، والموعظة تخويف يرقُّ به القلب لأجل الزجر عن الشيء يضر المرء في عاقبة أمره، ويردعه عن أعماله السيئة أو عن توقع ذلك منه، والواعظ هو من يقوم في الناس بالموعظة ليبعثهم بذلك على فعل الخير واجتناب السيئات (١).

وممن يقوم في الناس متكلِّمًا كالواعظ المذكِّر والقاصُّ، فالمذكر من يعرِّف الخلق نعم الله تعالى عليهم، ويحثهم على شكره ويحذرهم من مخالفته، والقاصُّ الذي يقص على الناس قصص الماضين والأخبار من المواعظ وغيرها (٢). قال محيي السُّنَّة البغوي (ت ٥١٦ هـ): (وقيل: إن المتكلمين على الناس ثلاثة أصناف: مذكر وواعظ وقاص، فالمذكر: الذي يذكر الناس آلاء الله ونعماءه، يبعثهم به على الشكر له. والواعظ يخوفهم بالله وينذرهم عقوبته ويردعهم عن المعاصي. والقاص هو الذي يروي أخبار الماضين ويسرد عليهم القصص، فلا يؤمن فيها الزيادة والنقصان، والواعظ والمذكر مأمون عليهما ذلك، والله أعلم) (٣). فهذه ثلاث معانٍ بينها فرق في نفسها، غير أنها


(١) انظر: العين، الخليل (٢/ ٢٢٨)، الصحاح، الجوهري (٣/ ١١٨١)، المفردات، الراغب (٨٧٦)، التحرير والتنوير، ابن عاشور (١٤/ ٣٢٩).
(٢) انظر: كتاب القصاص والمذكرين، ابن الجوزي (١٥٧)، فتح الباري، ابن حجر (٨/ ٤١٢).
(٣) شرح السُّنَّة (١/ ٣٠٥).

<<  <   >  >>