للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مجلس التعليم رأس مجالس الفقه وتاجها، وزينتها وسراجها، وهو مجلس النبي الأعظم والرسول الأكرم والمعلم الأقدم صلى الله عليه وسلم، قال الله جل جلاله: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [آل عمران: ١٦٤]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن الله لم يبعثني معنِّتًا ولا متعنِّتًا ولكن بعثني معلِّمًا ميسِّرًا)) (١)، وروى ابن ماجه والدارمي من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وإنما بُعثت معلِّمًا)) (٢)، وقال قائل لسلمان الفارسي رضي الله عنه: (علمكم نبيِّكم صلى الله عليه وسلم كل شيء) (٣).

فرسول الله صلى الله عليه وسلم خير المعلمين ومقدَّمهم، وأكثرهم علمًا وأحسنهم تعليمًا وتفهيمًا، وكان من كرامة الله جل جلاله له أن هيَّأ له من الأصحاب ثُلَّةً هم سادة الفقهاء من أمته، وآتاهم من الفهم والنجابة والذكاء والتقوى ما مكنهم به من أن يكونوا خير حملة لدينه الخاتم، فنهضوا يعلمون الأمة ويؤدبونها بآداب الشريعة ويفقهونها في دين الله تعالى. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعاهدهم بالعلم والفقه، ويعلمهم كيف يجتهدون ويستنبطون، وكيف يعلمون الناس من بعده،


(١) صحيح مسلم، كتاب الطلاق، باب بيان أن تخيير امرأته لا يكون طلاقًا إلا بالنية (١٤٧٨).
(٢) سنن ابن ماجه، المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم (٢٢٩)، سنن الدارمي، المقدمة، باب في فضل العلم والعالم (٣٦١).
(٣) صحيح مسلم، كتاب الطهارة، باب الاستطابة (٢٦٢).

<<  <   >  >>