للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

لم يزل من شأن الفقهاء التفاضل في صناعة التعليم، ولم يزل منهم من هو أقعد بها من غيره، حتى لربما جاء في ترجمة الفقيه الإشارة إلى مهارته في التعليم، أو كثرة تلامذته وعموم الانتفاع به، كما قيل في ترجمة أبي محمد الجويني (ت ٤٣٨ هـ) والد إمام الحرمين: (وكان ماهرًا في إلقاء الدروس) (١)، وقال العز بن عبد السلام (ت ٦٦٠ هـ) واصفًا الآمدي (ت ٦٣١ هـ): (ما سمعت أحدًا يلقي الدرس احسن منه) (٢). وقال الموفق (ت ٦٢٠ هـ) لما سئل عن شيخه أبي الفتح بن المنِّي (ت ٥٨٣ هـ): (شيخنا أبو الفتح كان رجلًا صالحًا حسن النية والتعليم، وكانت له بركة في التعليم؛ قلَّ من قرأ عليه إلا انتفع، وخرج من أصحابه فقهاء كثيرون منهم من ساد. وكان يقنع بالقليل وربما يكتفي ببعض قرصه، ولم يتزوج، وقرأت عليه القرآن، وكان يُحبُّنا ويجبر قلوبنا، ويظهر منه البشر إذا سمع كلامنا في المسائل) (٣). وقال ابن رجب (ت ٧٩٥ هـ) في ترجمة الشريف أبي جعفر (ت ٤٧٠ هـ): (وكان مختصر الكلام مليح التدريس) (٤). وقال القاضي عياض (ت ٥٤٤ هـ) في سيرة سحنون (ت ٢٤٠ هـ): (قال ابن عجلان الأندلسي: ما بورك لأحد بعد أصحاب


(١) طبقات الشافعية الكبرى، ابن السبكي (٥/ ٧٤).
(٢) طبقات الشافعية الكبرى، ابن السبكي (٨/ ٣٠٧).
(٣) الذيل على طبقات الحنابلة، ابن رجب (٢/ ٣٥٩).
(٤) الذيل على طبقات الحنابلة، ابن رجب (١/ ٣٢).

<<  <   >  >>