تقول: حفرت وسط الدار بئرًا، وبنيت وسط الدار مجلسًا، فوسط: مفعول به وبئر ومجلس منصوبان على الحال، قال أبو علي في التذكرة: فإن قلت إنه في حال ما يحفر ليس ببئر، فإن ذلك يجوز، ألا ترى قوله تعالى:{إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا}[يوسف: ٣٦].
فالبئر أقرب من هذا، ألا ترى أن هذا في حال العصر ليس بخمر حتى يشتد، وبعض الآبار في العمق أقل من بعض، ولا يخرجه ذلك على أن يكون بئر ويجوز أن يحمل حفرت على معنى جعلت فتنصبه على أنه مفعول ثان هذا مذهب البصريين، وبعض اللغويين يجعلون الوسط والوسط بمعنى واحد وهو مذهب أبي العباس، وتمثيله يدل على ذلك؛ لأنه قال:(وجلس وسط الناس يعني بينهم) بسين ساكنة على أن وسطًا ظرف، ولذلك قدره بالظرف ثم قال:(وجلس وسط الدار)(واحتجم وسط رأسه) بتحريك السين، وهذا لا يجوز عند البصريين؛ لأنه إذا فتح السين كان اسمًا، وإذا كان اسمًا لم ينصبه إلا الفعل المتعدي فقوله: جلس وسط الدار، واحتجم وسط رأسه بفتح السين لا يجوز لما قدمنا، فإن سكنت السين كان ظرفًا، وكان العامل فيه جلس، فاعلم ذلك.
(والعجم حب الزبيب والنوى) بفتح الجيم، والواحدة: عجمة، قال الشاعر: