قال الشارح: أخذ عليه أبو إسحاق الزجاج في ضم الهاء من هن، وقال: إنما الكلام: إذا عز أخوك فهن، بكسر الهاء، من: هان يهين، إذا لان، ومنه قيل: هين لين؛ لأن هن بضم الهاء من: هان يهون، وهان يهون من الهوان، والعرب لا تأمر بذلك، ولا معنى هذا الكلام يصح لوقالته.
قال الشارح: أما إنكار أبي إسحاق هن، بضم الهاء؛ فهكذا رواه أبو عبيد في الأمثال ولم يذكر غيره، وفسره على الضم، ومن ثم نقله أبو العباس ثعلب، وأنشد المبرد:
(ولو لم يفارقني عطية لم أهن ... ولم أعط أعدائي الذي كنت أمنع)
وحكى الروايتين جميعًا في قوله: هن، بضم الهاء، وكسرها، وفسره على الوجهين جميعًا، وقال: أحسن الإنشادين عندي لم أهن، بالكسر، ولم ينكر الضم كما أنكره أبو إسحاق، وقال عمرو بن أحمر أيضًا:
(دببت لها الضراء وقلت أبقى ... إذا عز ابن عمك أن تهونا)
هكذا صحت رواية هذا البيت بلا اختلاف بين الرواة، وكل هذا تقوية